الاثنين، 3 ديسمبر 2012

مقاطعة اليوتيوب ... لمصلحة من؟


مقاطعة اليوتيوب ... لمصلحة مَن؟

الكل يعرف أن حملة مقاطعة اليوتيوب القائمة الآن كانت رد فعلٍ على نشر المقطع المسيئ للرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن الغريب لماذا لم تكن الحملة في نفس يوم عرض المقطع المسيئ؟ مع العلم بأن ذلك المقطع كان معلناً عنه من فترة طويلة وكان أغلب الناس يعرفون الموعد لعرضه، لماذا لم تكن بادرة المقاطعة موجودة خلال العشرة أيام الأولى من عرض المقطع المسيئ؟ وبعد التأمل والبحث خرجت بالحقائق التالية التي أرجو أن تصل لعقل أخي القارئ بالشكل الذي أريده:

1- وصلني بريد إلكتروني في نفس اليوم الذي عُرض فيه المقطع المسيئ بأن المركز الإسلامي في أمريكا قد طبع ووزّع مليون نسخة من القرآن الكريم مترجمة المعاني للغة الإنجليزية.
2- وصلني مقطع في اليوتيوب عن شيخ في ألمانيا يدعو إلى الإسلام وينطق الجمهور بالشهادتين بصوت عالٍ.
3- وصلتني أخبار متفرقة عن دخول أعداد كبيرة في الإسلام من عدة دول حول العالم.
4- وصلني مقطع لشاب خليجي أو سعودي يُناظر المسيحيين بأسلوب مميز وكان يتحدث اللغة الانجليزية والمتابعات له كانت عالية جداً، وتعرّض مراراً لحجب قناته بسبب تأثيره.
5- وصلني العديد من المقاطع التي كانت رد فعلٍ على المقطع المسيئ والتي تعرِّف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم بلغات عدة وتأثيرها كان ظاهراً في الأسبوع الأول من عرض هذا المقطع المسيئ.
6- وصلتني مقاطع متنوعة عن المسيرات والمظاهرات في جميع أنحاء العالم للدفاع عن الرسول الكريم.
7- وصلتني صورة من سوريا تحمل لوحة كتب عليها (أنتم تقاطعون اليوتيوب بسبب عرض الفلم المسيئ وهنا كل يوم نتعرض للإساءة في ديننا ونبينا، اليوتيوب أوصل قضيتنا أكثر من غيره).
كل هذه الأعمال كانت في الأسبوع الأول من نشر الفلم المسيئ للرسول عليه الصلاة والسلام ولم تكن على القنوات التلفازية (لم أشاهدها أبداً إلا في اليوتيوب)، وبعيداً عن مدى دقة معلوماتها ولكن أحسست بنصرة عظيمة وبهمة عالية لدى المسلمين ويعود السؤال:
مقاطعة اليوتيوب ... لمصلحة مَن؟

انتشرت مقاطع كثيرة تتكلم عن تفاصيل هذا الفلم المسيئ للرسول ومَن القائم والداعم له وتبين التالي:
1-  رأيت مقاطع في اليوتيوب لتحقيقات حول هذا الفلم المسيئ تبين رد فعل الممثلين وأن تمثيلهم للفلم وفكرته لم تكن بهذه الطريقة وأنهم يقومون حالياً على مقاضاة منتج الفلم.
2-  رأيت مقاطع عربية وإسلامية تحقيقية تبين أن الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية وراء دعم هذا العمل المشين.
3-  إثباتات حول تورط ثلاثة قساوسة وهم القمص زكريا بطرس، القمص مرقس عزيز، الأنبا سرابيون أسقف الكنيسة القبطية في لوس أنجلوس، بتمويل إنتاج الفيلم وجمع تبرعات لعمله.
ويعود السؤال مجدداً
مقاطعة اليوتيوب ... لمصلحة مَن؟

هنالك بعض الإحصاءات والمواصفات لليوتيوب التي تحضرني كالآتي:

1- السعوديون يستحوذون على ما نسبته 90% من مستخدمي اليوتيوب وكانت هذه الإحصائية ضمن برنامج ممكن على قناة CBC مع خيري رمضان في لقاء مع المهندس / وائل الفخراني - المدير الأقليمي لموقع جوجل مصر و الشرق الأوسط في حوار عن الموقع الإلكتروني يوتيوب.
2- عدد مستخدمي اليوتيوب من الدول العربية والإسلامية أكبر من غيرهم ولذلك فهم يسيطرون على المشاهدات والمحتوى.
3- مركز محرك بحث جوجل وموقع اليوتيوب على أليكسا – موقع عالمي مختص بإحصائيات مواقع الإنترنت- اللذان لا يخرجان عن الثلاث المراكز الأولى.
وما يزال السؤال: مقاطعة اليوتيوب ... لمصلحة مَن؟

وصلتني عدة رسائل سواء بالواتس آب أم التويتر والفيس بوك حول البدائل لليوتيوب، وهناك كانت الصدمة عندما وضع موقع سيئ جداً -لا استطيع ذكره والترويج له- كبديل لموقع اليوتيوب خلال المقاطعة ولم أجد فيه إلا أسوأ المقاطع ولا استبعد وجود المقطع المسيئ بالرسول فيه، كما وأن هذا الموقع لا يصل إلى مستوى الحماية والخصوصية والرقابة الموجودة في اليوتيوب, فنظام الامان لعرض المحتوى في اليوتيوب مناسب لجميع أفراد العائلة، (وجهل المستخدم بخدمات وقوانين وسياسة اليوتيوب هو الأساس)، حيث بإمكان الكل الإبلاغ عن أي مقطع مسيئ ليتم النظر فيه، والكثرة لها الأفضلية.
عليه مقاطعة اليوتيوب ... لمصلحة مَن؟

في رأيي الخاص بأن المتأثر الأكبر من اليوتيوب هو من لديه المصلحة في المقاطعة والمقاطع الأكثر تأثيراً هي الحكَمُ في هذا الموضوع.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
كتبه عبد الرحمن الغامدي صبيحة يوم الأحد 14 ذو القعدة 1433هـ الموافق 30 سبتمبر 2012م.
تويتر @gls555